السبت, 23 فبراير 2008
تحليل-خليل عبدالله
تعيش الكرة الكويتية الآن حالة من الاحتقان والتوهان في ظل المشاكل والهزات المتتالية التي تعصف بها يوما بعد يوم حتى أصابتنا حالة من اليأس بسبب الوضع الرياضي الحالي السيئ، فمع ولوج الليل يتساءل المرء مع نفسه إلى متى ونحن بهذا الحال؟ وإلى أين نسير؟ تاركاً بصيصا من الأمل بأن يأتي صباح اليوم التالي بأنباء سارة تحسن من حال رياضتنا. ولكن مع إشراقة الصباح نتفاجأ بمشاكل جديدة وحال أسوء من سابقه، ما جعل جميع المتابعين للرياضة الكويتية تنتابهم حالة من خيبة الأمل واليأس من الوضع الرياضي وهم يشاهدون الصراعات والمشاكل تنهش برياضتنا من كل صوب.
مشاكل عديدة
مشاكل الكرة الكويتية عديدة فلنترك المشاكل الحالية والصراعات الدائمة والوضع الحالي المتكهرب وما نعانيه. يشار إلى أن الكرة الكويتية تعاني منذ فترة من ندرة المواهب وشح في اللاعبين الموهبين، ففي السابق كانت ملاعبنا تزخر بالمواهب العديدة، في كل المراكز تجد أكثر من لاعب على مستوى عال، عكس الوضع الحالي، والأمر يرجع للقاعدة متى ما تم الاهتمام باللاعب منذ طفولته ورعايته في طريقة سليمة تستطيع أن تصقل موهبته وتساعده على إبرازها بشكل صحيح.
مدرب عالمي
وحتى فيما يخص المدربين فجميع أنديتنا الكبيرة تعمل بين الفترة والأخرى على جلب مدرب عالمي يقود الفريق، وأيضاً دائماً يتردد أن الأزرق بحاجة لهذا المدرب العالمي، وهذا تفكير خاطئ. الحل ليس بهذه الطريقة وماذا يستطيع المدرب العالمي فعله مع لاعبين نشؤوا منذ طفولتهم على قاعدة ضعيفة لا تساعدهم في التكيف مع المدرب العالمي.
والحل السليم هو الاقتراح الذي تقدم به رئيس لجنة التدريب د.عبيد الشمري في جلب مدرب عالمي للبراعم يساعد في تكوين قاعدة صلبة للكرة الكويتية تفرز لنا المواهب وتفيد كرتنا لفترة طويلة.
مراحل تاريخية
وكرة القدم الكويتية مرت بالعديد من المراحل التاريخية واستطاعت أن تثبت جدارتها بين فرق المنطقة الخليجية وحققت العديد من الإنجازات التي يصعب على فرق المنطقة تحقيقها وتجاوزت محيط الكرة الخليجية، وتمكن أزرقنا من تحقيق كأس آسيا ومن بعدها الوصول للعالمية من خلال المشاركة بنهائيات كأس العالم 1982، بأسبانيا كأول فريق عربي آسيوي يبلغ النهائيات، كل ذلك كان في السابق ولم نعد نشاهده بعدما تقهقرت الكرة الكويتية وأصبحت في المؤخرة وتجاوزتها جميع فرق المنطقة وأكدت تفوقها علينا في حين دخلت رياضتنا في نفق مظلم يصعب الخروج منه بعد أن أصبح الحقد والحسد هو الجو السائد في رياضتنا.
العناد
مشكلة البعض تكمن في العناد والمكابرة من خلال عدم الرضوخ للقوانين الدولية التي وضعها الاتحاد الدولي «فيفا» والتي سبق أن حددها وذكرها أكثر من مرة في أن عدد الأعضاء يجب أن يكون 5 في الاتحاد الكويتي وعقد أكثر من اجتماع بين الأندية من جانب واللجنة الانتقالية، من جانب آخر وبمشاركة من مندوب الاتحاد الدولي وكان واضحا للجميع ما يطلبه الاتحاد ويريد تطبيقه ولكن يبدو أن «جماعتنا» يريدون فرض رأيهم عنوة.
فكل ما يريدونه هو مخالفة اللوائح والقوانين التي وضعها الاتحاد الدولي والعمل بقانون الـ14 من خلال التدخل الحكومي بالرياضة على عكس ما يطلبه الفيفا.
وكأنهم لا يعلمون عن نتيجة إصرارهم وعنادهم على مخالفة قوانين الفيفا والعواقب الوخيمة التي ستترتب عليه وإلحاق الضرر بالكرة الكويتية من خلال هذا الموقف المتشدد، فإذا كان القرار الذي اتخذه الفيفا بحق الكرة الكويتية في المرة الأولى هو الإيقاف وتعليق النشاط، فهذه المرة سيكون القرار أشد من ذلك وستظل تعاني كرتنا طويلاً.
وما نعنيه هنا هو قرار الإقصاء، فهل العناد والمكابرة ستفيد رياضتنا ومن سيتحمل تبعات هذا القرار الصعب، فالفيفا أهم ما عنده هو تطبيق قوانينه ولا يعترف بشخص من هنا وآخر من هناك وتهديده للاتحاد الإسباني قبل يومين خير دليل على أن الاتحاد الدولي صارم ولا يقبل حدوث أمور من هذا القبيل.
وجاءت زيارة رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام والتي انتظرها الجميع بفارغ الصبر لتؤكد أن الاتحاد الدولي ليس لديه جديد في هذا الموضوع وموقفه واضح وصريح.
ولم يكن قرار وزير الشؤون إبراهيم الشهاب في محله من حيث التوقيت فالأزرق أمامه مشاركة مهمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وكان من الاجدى أن يتم إرجاء إجراء الانتخابات إلى ما بعد التصفيات، وأيضاً التدخل النيابي كان من الأجدى ألا يتم عن طريق التهديد للوزير الشهاب، فبهذه الطريقة لا نجني سوى زيادة في الصراعات والمشاكل، وكان من الأفضل البحث عن الطرق العقلانية والتفاهم بهدوء في مثل هذه الأمور.
فقدان القيادة
المشكلة الأساسية تكمن في أننا افتقدنا الشخصية القيادية القادرة على احتواء جميع المشاكل الرياضية والعمل على حلها بالطريقة الصحيحة بعد أن ظللنا لفترة طويلة نعاني من عــــدم وجــــــود هذا القيادي حتى أصبح البعض يعتقد أن الرياضة مــــلك لأفراد وأشخــــاص معــــينين في هذا المجال.
فبعيداً عن الأمور الحاصلة الآن وما وصلنا إليه نعتقد أن العلة تكمن في عدم صفاء النفوس، فمتى ما وضعنا خلافاتنا وصراعاتنا خلف ظهورنا وفكرنا في مصلحة الرياضة الكويتية نستطيع الخروج من هذا المأزق الذي سنضع أنفسنا به والعودة بالكرة الكويتية إلى الطريق السليم.
وحتى لا نظل نبحث عن أنفسنا ونتساءل إلى أين يسير بك الدرب يا رياضتنا؟ وإلى أين المصير؟