| قصة محمد عليه السلام | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:29 am | |
| قصة سيدنا محمد كامله مكمله ونسبه
نسب النبي صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق ولد محمد صلىالله عليه وسلم من أسرة زكية المعدن نبيلة النسب، جمعت خلاصة ما في العرب من فضائل،وترفعت عما يشينهم من معائب. ويرتفع نسبه صلى الله عليه وسلم إلى نبي الله إسماعيلبن خليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسهإن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بنيهاشم، واصطفاني من بني هاشم". واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد بن عبد اللهبن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته: لنسبالنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء: جزء اتفق على صحته أهل السير والأنساب وهوإلى عدنان، وجزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به، وهو ما فوق عدنان إلىإبراهيم عليه السلام، وجزء لا نشك أن فيه أمورا غير صحيحة، وهو ما فوق إبراهيم إلىآدم عليه السلام. الجزء الأول : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شيبة ـ بنهاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قصي ـ واسمه ـ زيد بن كلاببن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بنمالك بن النضر ـ واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ـ واسمه عامر ـ بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان. الجزء الثاني ـ : ما فوق عدنان ،وعدنان هو ابن أد بنهميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بنيدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدانبن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بنأيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيلبن إبراهيم عليهما السلام . الجزء الثالث : ما فوق إبراهيم عليه السلام، وهو ابنتارح ـ واسمه آزر ـ بن ناحور بن ساروع ـ أوساروغ ـ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخبن أرفخشد بن سام بن نوح ـ عليه السلام ـ بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ ـ يقال هوإدريس عليه السلام ـ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيث بن آدم عليهماالسلام
عبد المطلب زعيما لقريش تولى هاشم بن عبد مناف سقاية الحجاجوإطعامهم (الرفادة)، كان هاشم موسرا ذا شرف كبير وهو أول من أطعم الثريد للحجاجبمكة ،وكان اسمه عمرو، وسمى هاشما لهشمه الخبز للناس وإطعامهم في سنة مجدبة، وهوأول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء ورحلة الصيف، ومرت الأيام وتولى عبد المطلببن هاشم السقاية والرفادة، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم وشرف في قومهشرفا لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه
حفر بئر زمزم بينما عبد المطلب نائم في حجر الكعبة إذ أتاههاتف يأمره بحفر زمزم يقول عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال: احفرطيبة. قلت: وما طيبة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءنيفقال: احفر المضنونة. فقلت: وما المضنونة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلىمضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر زمزم. قلت: وما زمزم؟ قال: لا تنزف أبدا ولاتذم، تسقى الحجيج الأعظم (أي أن ماءها لا ينتهي أبدا) ولما بين له شأنها ودله علىموضعها وعرف أنه قد صدق، أصبح بمعوله ومعه ابنه الحارث، ليس له يومئذ ولد غيره،فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الحجارة التي تغطي البئر كبر، فعرفت قريش أنه قدأدرك حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد المطلب، إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنافيها حقا، فأشركنا معك فيها. قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم،فقالوا له: فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها. قال: فاجعلوا بيني وبينكم منشئتم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهنة بني سعد هذيم، قال: نعم، وكانت على حدود الشام،فركب عبد المطلب ومعه جماعة من بني عبد مناف، وركب من كل قبيلة من قريش جماعة،والأرض إذ ذاك صحراء لا نهاية لها، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك الصحراء بينالحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه؛ فظمئوا حتى أيقنوا بالهلاك، فاستسقوا منمعهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا: إنا بمفازة (أي صحراء) ونحن نخشى علىأنفسنا مثل ما أصابكم، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم، وما يتخوف على نفسهوأصحابه قال: ماذا ترون؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع لرأيك، فمرنا بما شئت. قال: فإنيأرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة؛ فكلما مات رجل دفعهأصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعةالقافلة جميعا. قالوا: نعم ما أمرت به. فقام كل واحد منهم فحفر حفرته، ثم قعدواينتظرون الموت عطشا. ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه: والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذاللموت، لا نضرب في الأرض (أي لا نسير لطلب الرزق) ولا نبتغى لأنفسنا لعجز، فعسىالله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد؛ ارتحلوا، فارتحلوا، حتى إذا فرغوا ومن معهم منقبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها، فلماقامت به انفجرت من تحت خفها عين من ماء عذب، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه، ثم نزلفشرب وشرب أصحابه وملأوا أسقيتهم. ثم دعا القبائل من قريش فقال: هلم إلى الماء فقدسقانا الله، فاشربوا واستقوا، فجاءوا وشربوا واستقوا ثم قالوا: قد والله قضي لكعلينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا، إن الذي سقاك هذا الماء بهذهالفلاة لهو الذي سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشدا! فرجع ورجعوا معه، ولم يصلواإلى الكاهنة، وخلوا بينه وبين زمزم. وعندئذ نذر عبد المطلب: لئن ولد له عشرة نفر،ثم بلغوا معه حتى يمنعوه (أي حتى يكبروا ويحموه) لينحرن أحدهم لله عند الكعبة تابع
نجاة عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلممن الذبح كان عبد المطلب بن هاشم، قد نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم،لئن ولد له عشرة نفر، ثم كبروا حتى يحموه، لينحرن أحدهم لله عند الكعبة، فلما تكاملبنوه عشرة وعرف أنهم سيمنعونه، جمعهم ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك،فأطاعوه، فكتب أسماءهم في القداح (وهي عصي كانوا يقترعون بها عند آلهتهم) واقترعفخرج القدح على عبدالله ،فأخذه عبد المطلب وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبةليذبحه، فمنعته قريش ولاسيما أخواله من بنى مخزوم وأخوه أبو طالب، فقال عبد المطلبفكيف أصنع بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستشيرها، فأتاها فأمرت أن يضربالقداح على عبدالله وعلى عشر من الإبل، فإن خرجت على عبدالله يزيد عشرا من الإبلحتى يرضى ربه، فإن خرجت على الإبل نحرها، فرجع وأقرع بين عبدالله وبين عشر من الإبلفوقعت القرعة على عبدالله ،فلم يزل يزيد من الإبل عشرا عشرا ولا تقع القرعة إلاعليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها، فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لايرد عنها إنسانا ولا سبعا، وكانت الدية في قريش وفي العرب عشرا من الإبل فأصبحت بعدهذه الوقعة مائة من الإبل، وأقرها الإسلام بعد ذلك، وروى عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال "أنا ابن الذبيحين" يعنى نبي الله إسماعيل وأباهعبدالله
وقعة أصحاب الفيل كان أبرهة الصباح الحبشي النائب العام عنالنجاشي على اليمن، فلما رأى العرب يحجون الكعبة بنى كنيسة كبيرة بصنعاء سماهاالقليس، وأراد أن يجعل حج العرب إليها، وسمع بذلك رجل من بني كنانة فدخلها ليلافقضى حاجته فيها امتهانا لها، ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه، وسار بجيش عرمرم، عددهستون ألف جندي، إلى الكعبة ليهدمها، ومعهم ثلاثة عشر فيلا، واختار أبرهة لنفسه فيلامن أكبر الفيلة، وهزم كل من حاول الوقوف أمامه من قبائل العرب، وواصل سيره حتى بلغالمغمس وهناك عبأ جيشه ،وهيأ فيله، ثم بعث بعض رجاله إلى مكة فاستولوا على الأغناموالإبل التي وجدوها، وكان فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم كبير قريش وسيدهابعدها بعث أبرهة أحد رجاله إلى مكة وقال له: سل عن سيد هذا البلد وشريفها، ثم قلله: إن الملك يقول لك: إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تتعرضوالي فلا حاجة لي في دمائكم. فلما قال ذلك لعبد المطلب قال له: والله ما نريد حربه،وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام، فإنيمنعه منه فهو حرمه، وإن يخل بينه وبينه فوالله ماعندنا دفع عنه، فقال له رسولأبرهة: فانطلق معي إليه، فإنه قد أمرني أن آتيه بك، فذهب إليه مع بعض أبنائه، وكانعبد المطلب وسيما جميلا مهابا، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه، ونزل عن كرسيه وجلسبجانبه على الأرض، ثم قال له: ما حاجتك؟ فقال عبد المطلب: حاجتي أن يرد علي الملكمائتي بعير أصابها لي، فقال أبرهة: قد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم زهدت فيك حينكلمتني! أتكلمني في مائتي بعير أخذت منك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتلأهدمه لا تكلمني فيه؟ قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعهقال أبرهة: ما كان ليمتنع مني، قال: عبد المطلب أنت وذلك. فلما أخذ عبد المطلب إبلهعاد إلى قريش فأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج من مكة والتحصن بالجبال خوفا عليهم منالجيش، ثم قام عبد المطلب يدعو الله ويستنصره ومعه جماعة من قريش، ثم لحقوا بقومهمفي الجبال ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها. وتهيأ أبرهة لدخول مكة ، فلما كانبين المزدلفة ومنى برك الفيل ،ولم يقم ليقدم إلى الكعبة ،و كانوا كلما وجهوه إلىالجنوب أو الشمال أو الشرق يقوم يهرول ، وإذا صرفوه إلى الكعبة برك، فبينا هم كذلكإذ أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول وكانتالطير أمثال الخطاطيف والبلسان (الخطاف طائر أسود، والبلسان: الزرزور) مع كل طائرثلاثة أحجار ،حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص ،لا تصيب منهم أحدا إلاصار تتقطع أعضاؤه وهلك، وخرجوا هاربين يموج بعضهم في بعض فتساقطوا بكل طريق وهلكواعلي كل منهل، وأما أبرهة فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله (أي أصابعه) ولميصل إلى صنعاء إلا وهو مثل الفرخ، وانصدع صدره عن قلبه ثم هلك . وأما قريش فكانواقد تفرقوا في الجبال خوفا على أنفسهم من الجيش، فلما نزل بالجيش ما نزل رجعوا إلىبيوتهم آمنين
وفاة عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم اختار عبد المطلبلولده عبدالله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي يومئذ تعد أفضل امرأةفي قريش نسبا وموضعا، وأبوها سيد بنى زهرة نسبا وشرفا، فتزوجها عبدالله في مكة وبعدقليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يشتري لهم تمرا،فدخل المدينة وهو مريض، فتوفيبها ودفن في دار النابغة الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أنيولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع الأشعاروجميع ما خلفه عبدالله خمسة جمال وقطعة غنم ،وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أمأيمن، وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولد سيد المرسلين صلى الله عليهوسلم بشعب بنى هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول ،لأول عاممن حادثة الفيل ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ،ويوافق ذلك العشرين أوالثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 م (إحدى وسبعين وخمسمائة). ويقال إن آمنة بنتوهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث: أنها أتيت حين حملت برسول الله صلىالله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقوليأعيذه بالواحد من شر كل حاسد! ثم سميه محمدا. ورأت حين حملت به أنه خرج منها نوررأت به قصور بصرى من أرض الشام. وقد روي أن إرهاصات بالبعثة قد وقعت عند الميلادفسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس وانهدمتالكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت (أي جف ماؤها) استقبل "عبد المطلب" ميلاد حفيدهباستبشار، ولعله رأى في مقدمه عوضا عن ابنه الذي توفي في ريعان شبابه، فحول مشاعرهعن الراحل الذاهب إلى الوافد الجديد يرعاه ويغالي به. ومن الموافقات الجميلة أنيلهم "عبد المطلب" تسمية حفيده "محمد". إنها تسمية أعانه عليها ملك كريم. ولم يكنالعرب يألفون هذه الأعلام، لذلك سألوه لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمدهالله في السماء، وان يحمده الخلق في الأرض، فكأن هذه الإرادة كانت استشفافا للغيب،فإن أحدا من خلق الله لا يستحق إزجاء عواطف الشكر والثناء على ما أدى وأسدى كمايستحق ذلك النبي العربي المحمد | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:30 am | |
| تكملة القصة
الرضاعة أول من أرضعت الرسول صلى الله عليه وسلم منالمراضع بعد أمه كانت ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، و كانت قدأرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وكانت العادة عند أهل الحضر من العرب (خلافالبدويين) أن يلتمسوا المراضع لأولادهم، ابتعادا لهم عن أمراض المدن؛ لتقوىأجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، فالتمس عبد المطلب لرسولالله صلى الله عليه وسلم المرضعات، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر ـ وهي حليمةبنت أبي ذؤيب السعدية ـ وكان زوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة من نفسالقبيلة . وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة عبدالله بن الحارث وأنيسة بنتالحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث (وهي الشيماء) وكانت تحضن رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ،ابن عم رسول الله صلى الله عليهوسلم، وقد رأت حليمة من بركته صلى الله علية وسلم ما عجبت منه أشد العجب . كانتحليمة تحدث أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه، في نسوة من بني سعدلجلب الرضعاء، وذلك في سنة مجدبة شديدة، خرجت على أنثى حمار بيضاء، ومعهم ناقة ليسفيها قطرة لبن، وأنهم لم يناموا طوال الليل من بكاء الصبي من الجوع، وليس في ثديهاما يكفيه، وما في الناقة ما يغذيه، وبسبب ضعف الأتان التي كانت تركبها حليمة فقدتأخرت عن باقي المرضعات حتى ضايقهم ذلك، حتى قدموا مكة، فما منهن امرأة إلا وقد عرضعليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أن كل واحدةمنهن كانت ترجو المعروف من أبي الصبى، فكانت تقول: يتيم! وما عسى أن تصنع أمهوجده!. وفي نهاية اليوم لم تبق امرأة ليس معها رضيع، إلا حليمة، فلما هموابالانصراف قالت حليمة لزوجها: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذرضيعا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه! قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أنيجعل لنا فيه بركة. قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجدغيره فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء منلبن؛ فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما، وما كنا ننام منه قبل ذلك. وقامزوجها إلى ناقتهم فإذا ضرعها مليء باللبن، فحلب منها و شرب، وشربت معه حليمة حتىانتهيا ريا وشبعا، فبات الجميع بخير ليلة! فقال زوجها: تعلمي والله يا حليمة لقدأخذت نسمة مباركة! فقالت: والله إني لأرجو ذلك. ثم خرجوا وركبت حليمة الأتانالعجفاء التي أتت عليها، وحملت النبي صلى الله عليه وسلم معها، فسبقت جميعالمرضعات، حتى إن صواحبها ليقلن لها: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك أربعي علينا (أيتمهلي) أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فتقول لهن: بلى والله إنها لهيفيقلن: والله إن لها لشأنا! ثم قدموا منازلهم من بلاد بني سعد، وليس في أرض اللهأجدب منها؛ فكانت غنم حليمة ترعى وتعود شباعا مملوءة لبنا، فيحلبون، ويشربون، ومايحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان قومها من بني سعد يقولون لرعيانهمويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن،وتروح غنم حليمة شباعا تمتلىء لبنا. ولم تزل حليمة وأهلها يأتيهم من الله الزيادةوالخير حتى مضت سنتا الرضاعة وفصلته (أي فطمته). وكان صلى الله عليه وسلم يشب شبابالا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما فتيا، فقدموا به على أمه وهم أحرصشيء على مكثه فيهم؛ لما كانوا يرون من بركته، فقالت حليمة لأمه آمنة: لو تركت بنيعندي حتى غلظ، فإني أخاف عليه وباء مكة؟ وأخذوا يلحون عليها حتى ردته معهم، فرجعوابه
حادثة شق الصدر بقي رسول الله صلىالله عليه وسلم في بني سعد، حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقعحادث شق صدره. روى مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهويلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة،فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه (أي أغلققلبه) ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مر ضعته) فقالوا: إنمحمدا قد قتل. تقول حليمة: فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدته قائما منتقعا وجهه،فالتزمته (أي فاحتضنته) والتزمه أبوه، فقلنا: مالك يا بني؟ قال: جاءني رجلان عليهماثياب بيض، فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدرى ما هو؟ فرجع به إلى خبائناوقال لي أبوه: يا حليمة، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أنيظهر ذلك به، فاحتملناه فقدمنا به على أمه؛ فقالت: ما أقدمك به يا ظئر (الظئرالمرضعة) وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ فقلت: قد بلغ الله بابني وقضيت الذيعلي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته إليك كما تحبين. قالت: ما هذا شأنك فاصدقينيخبرك. فلم تدعني حتى أخبرتها. قالت: أفتخوفت عليه الشيطان؟ قلت: نعم. قالت: كلاوالله ما للشيطان عليه من سبيل، وإن لبني لشأنا، أفلا أخبرك خبره؟ قلت: بلى. قالترأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى، من أرض الشام، ثم حملت به فواللهما رأيت من حمل قط كان أخف على ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديهبالأرض، رافع رأسه إلى السماء، دعيه عنك وانطلقي راشدة
وفاة آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم وكفالة جده له رأتآمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغخمسمائة كيلو مترا ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أمأيمن ،وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهرا، ثم رجعت، وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض،ويلح عليها في أوائل الطريق، فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة. وعاد به عبد المطلبإلى مكة ،وكانت مشاعر الحنان في فؤاده تزيد نحو حفيده اليتيم ، الذي أصيب بمصابجديد نكأ الجروح القديمة ، فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان لا يدعهلوحدته ، بل يؤثره على أولاده ، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ، وكانبنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام صغير حتى يجلس عليه ، فيأخذهأعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني هذا فوالله إنله لشأنا ثم يجلس معه على فراشه ،ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع. ولثمانيسنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفي جده عبد المطلب بمكة ،ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة جده وكفالة عمه نهض أبو طالب بحق ابن أخيه علىأكمل وجه ،وضمه إلى أولاده ، وقدمه عليهم ، واختصه بفضل احترام وتقدير ، وظل فوقأربعين سنة يعز جانبه ، ويبسط عليه حمايته ،ويصادق ويخاصم من أجله وظهرت بركة محمدصلى الله عليه وسلم وهو مع عمه في مواقف عديدة منها هذا الموقف: فقد حدث أن أصابمكة جدب ، فقال بعض كبراء قريش لأبي طالب، يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدبت البلاد،فهلم نستسق فقال أبو طالب: نعم هلم بنا، فأحضر محمدا صلى الله عليه وسلم ليستسقيللقوم، وأخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وألصق ظهره بالكعبة، ثم أمسك بيديهورفعهما إلي السماء ودعا، وبعد أن كانت السماء خالية ليس فيها سحابة واحدة، إذابالسحاب يقبل من هنا وهناك ويملأ السماء، وإذا بالمطر يفيض على الوادي كله. وإلىهذا أشار أبو طالب حين قال: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه. وقد حج أحدهم في الجاهليةفإذا به برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز ويقول: رب رد إلي راكبي محمدا رده إلي واصطنععندي يدا فقال:من هذا؟ فقالوا: عبد المطلب بن هاشم، بعث بابن ابنه محمد في طلب إبلله ولم يبعثه في حاجة إلا نجح فيها، وقد أبطأ عليه، فلم يلبث أن جاء محمد والإبلفعانقه، وقال: يا بني لقد جزعت عليك جزعا لم أجزعه على شيء قط، والله لا أبعثك فيحاجة أبدا، ولا تفارقني بعد هذا أبدا بحيراالراهب خرج أبو طالب في قافلة تاجرا إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل تعلق بهرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي ولايفارقني ولا أفارقه أبدا. فخرج به معه، فلما نزلت القافلة بصرى وبها راهب يقال لهبحيرا" في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، و كانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلكفلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام، فلما نزلوا قريبا من صومعته صنع لهمطعاما كثيرا. وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته وفي الركبحين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه،فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتدلت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليهوسلم حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته، ثم أرسل إليهم فقال: إنيقد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فإني أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وعبدكموحركم. فقال له رجل منهم: والله يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا، فما كنت تصنع هذا بناوقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟ قال له بحيرا: صدقت، كان قد كان ما تقول،ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم. فاجتمعوا إليهوتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحتالشجرة، فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معشرقريش، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي، قالوا: يا بحيرا، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أنيأتيك إلا غلام ، وهو أحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم، فقال: لا تفعلوا، ادعوهفليحضر هذا الطعام معكم، فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للؤمبنا أن يتخلف ابن عبد المطلب عن طعام من بيننا ثم قام فاحتضنه وأجلسه مع القوم،فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده منصفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا فقال له: يا غلام، أسألكبحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ـ وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمعقومه يحلفون بهما ـ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لا تسألنيباللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما فقال له بحيرا: فبالله إلا ماأخبرتني عما أسألك عنه. فقال له: سلني ما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله فيقومه وهيئته وأموره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عندبحيرا من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التيعنده. فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني قالله بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال: فإنه ابنأخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به. قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلىبلده واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائنلابن أخيك هذا شأن عظيم! هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين .فقال أبوطالب: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا وخرساجدا، ولا تسجد إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثلالتفاحة، وإنا نجده في كتبنا، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفاعليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة
حرب الفجار ولخمس عشرة سنة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حربالفجار بين قريش ومن معهم من كنانة وبين قيس عيلان ،وكان قائد قريش وكنانة كلها حرببن أمية لمكانته فيهم سنا وشرفا ،وكان الظفر في أول الأمر لقيس على كنانة ، وبعدذلك كان الظفر لكنانة على قيس، وسميت بحرب الفجار لانتهاك حرمات الحرم والأشهرالحرم فيها ،وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ينبل علىعمومته، أي يجهز لهم النبل للرمي. كانت حرب الفجار بالنسبة إلي قريش دفاعا عن قداسةالأشهر الحرم،ومكانة أرض الحرم .وهذه الشعائر بقية مما احترم العرب من دين إبراهيموكان احترامها مصدر نفع كبير لهم ، وضمانا لانتظام مصالحهم وهدوء عداواتهم، ولكنأهل الجاهلية ما لبثوا أن ابتلوا بمن استباحها، فظلموا أنفسهم بالقتال في تلكالأشهر الحرم، وكانت حرب الفجار من آثار هذه الاستباحة الجائرة، وقد ظلت أربعةأعوام ،كان عمر محمد صلى الله عليه وسلم أثناءها بين الخمسة عشر والتسعةعشر
حلف الفضول على إثر حرب الفجار وقع حلف الفضول في ذي القعدة فيشهر حرام، تداعت إليه قبائل من قريش : بنو هاشم وبنو المطلب ،وأسد بن عبدالعزى ،وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ، فاجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان التيمي لسنه وشرفه، فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناسإلا قاموا معه ،وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ،وشهد هذا الحلف رسول اللهصلى الله عليه وسلم ،وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة : لقد شهدت في دار عبدالله بنجدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت
جد في الصبا وكفاح في الشباب
عاش محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه حياة الكدح فليس من شأن الرجال أنيقعدوا،.ومن قبله كان المرسلون يأكلون من عمل أيديهم، ويحترفون مهنا شتى ليعيشواعلى كسبها. وقد صح أن محمدا عليه الصلاة والسلام اشتغل صدر حياته برعي الغنموقال:كنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة، كما ثبت أن عددا من الأنبياء اشتغل برعايتها،وقد أحاطته العناية الإلهية وهو في تلك السن المبكرة من جميع مظاهر العبث أو اللهوالتي كانت شائعة آنذاك، لقد جمع الله لنبيه منذ صغره خير ما في طبقات الناس منميزات ،وكان طرازا رفيعا من الفكر الصائب والنظر السديد، ونال حظا وافرا من حسنالفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طولالتأمل وإدمان الفكرة واستنتاج الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائفالحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات فأبى ما فيها من خرافة ونأى عنها، ثم عايشالناس على بصيرة من أمره وأمرهم ، فما وجد حسنا شارك فيه، وإلا عاد إلى عزلتهالعتيدة ،فكان لا يشرب الخمر ،ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدا،ولا احتفالا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة ، حتى لم يكن شيءأبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى. ولا شك أن القدرحاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع الدنيا ،وعندما يرضىباتباع بعض التقاليد غير المحمودة تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها،روى ابن الأثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما هممت بشيء مما كان أهلالجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنيبرسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتىأدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب ! فقال :أفعل ، فخرجت حتى إذا كنت عند أول داربمكة سمعت عزفا ، فقلت ما هذا ؟ فقالوا عرس فلان بفلانة ، فجلست أسمع فضرب الله علىأذني فنمت ، فما أيقظني إلا حر الشمس فعدت إلى صاحبي فسألني ، فأخبرته ثم قلت ليلةأخرى مثل ذلك ،ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة .. ثم ما هممت بسوء". وروى البخاريعن جابر بن عبدالله قال: لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباسينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك يقيك منالحجارة ففعل فخر إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء (أي نظر لأعلى وتعلقت عيناهبالسماء) ثم أفاق فقال: إزاري، إزاري، فشد عليه إزاره، فما رؤيت له عورة بعد ذلكوكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائلكريمة فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأعزهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهمحديثا، وألينهم عريكة (العريكة: الطبيعة والمعاملة) وأعفهم نفسا، وأكرمهم خيرا،وأبرهم عملا، وأوفاهم عهدا، وآمنهم أمانة، حتى سماه قومه "الأمين"؛ لما جمع فيه منالأحوال الصالحة والخصال المرضية ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين منسنه خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة رضى الله عنها ، وكانت خديجة بنت خويلد امرأةتاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ليتاجروا لها، فلما بلغها عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثتإليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطيغيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلممنها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما إليالشام | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:31 am | |
| [size=12]تكملة القصة
زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها
خرج رسول اللهصلى الله عليه وسلم تاجرا في مال السيدة خديجة، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدمالشام. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب منالرهبان يدعى نسطورا، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذهالشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحتهذه الشجرة قط إلا نبي! ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها،واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل عائدا إلى مكة ، فكان ميسرة إذا كانت الظهيرةواشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجةبمالها باعت ما جاء به فربح الضعف أو قريبا. ورأت خديجة في مالها من الأمانةوالبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى الله عليه وسلم منخلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وعرفت أنها وجدتضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها، فتأبى عليهم ذلك ـفتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليهوسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضي بذلك، وكلم أعمامه فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوهاإليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه منالشام بشهرين، وأصدقها عشرين من الإبل، وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة،وكانت يومئذأفضل نساء قومها نسبا وثروة وعقلا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليهوسلم ،ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت. وقد استأنف محمد عليه الصلاة والسلام ماألفه بعد زواجه من حياة التأمل والعزلة. وهجر ما كان عليه العرب في احتفالاتهمالصاخبة من إدمان ولغو وقمار، وإن لم يقطعه ذلك عن إدارة تجارته،وتدبير معايشه،والضرب في الأرض والمشي في الأسواق. إن حياة الرجل العاقل وسط جماعة طائشة تقتضيضروبا من الحذر والروية، وخصوصا إذا كان الرجل علي خلق عظيم يتسم بلين الجانب وبسطالوجه
بناء الكعبة وقضية التحكيم
ولخمس وثلاثين سنة من مولدهصلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبة ،وذلك لأن الكعبة كانت عبارة عن حجارةمرصوصة ارتفاعها تسعة أذرع من عهد إسماعيل ،ولم يكن لها سقف ، فسرق بعض اللصوصكنزها الذي كان في جوفها ، وكانت مع ذلك قد تعرضت ـ باعتبارها أثرا قديما ـ للعواملالجوية التي أضعفت بنيانها ، وصدعت جدرانها . وقبل بعثه صلى الله عليه وسلم بخمسسنين جرف مكة سيل عرم ، انحدر إلى البيت الحرام ،فأوشكت الكعبة منه على الانهيارفاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصا على مكانتها ،واتفقوا على أن لا يدخلوا فيبنائها إلا طيبا ،فلا يدخلوا فيها مهر بغي ،ولا بيع ربا ،ولا مظلمة أحد من الناس ،وكانوا يهابون هدمها ، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي ،وتبعه الناس لمارأوا أنه لم يصبه شيء ، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم ،ثمأرادوا الأخذ في البناء ،فجزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءا منها فجمعت كل قبيلةحجارة على حدة وأخذوا يبنونها ،وتولى البناء بناء رومي اسمه باقوم، ولما بلغالبنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر النزاعأربع ليال أو خمسا واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أميةبن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من بابالمسجد فارتضوه ،وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوههتفوا : هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر طلب رداء،فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف الرداء،وأمرهم أن يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وكان هذاحلا حصيفا رضى به القوم. ولم تكف النفقة الطيبة التي أخرجتها قريش تكاليف البناء،فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع ،وهي التي تسمي بالحجر والحطيم ،ورفعوابابها من الأرض لئلا يدخلها إلا من أرادوا ،ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعا سقفوهعلى ستة أعمدة
في غار حراء لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلمالأربعين، كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه، وحبب إليهالخلاء، فكان يأخذ السويق (هو طعام الخبز والشعير) والماء ويذهب إلى غار حراء فيجبل النور، على مبعدة نحو ميلين من مكة، ومعه أهله قريبا منه، فيقيم فيه شهر رمضان،يطعم من جاءه من المساكين، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهدالكون، وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشركالمهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولاطريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه. وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفا منتدبير الله له، وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، ولا بد لأي روح يراد لها أنتؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى. لابد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعضالوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياةوهكذا دبر الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى ،وتغيير وجهالأرض ، وتعديل خط التاريخ، دبر له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ،ينطلق في هذه العزلة شهرا من الزمان ، مع روح الوجود الطليقة ،ويتدبر ما وراءالوجود من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله . ولماتكامل له أربعون سنة بدأت آثار النبوة تلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة ،وتلكالآثار هي الرؤيا ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ،حتى مضت على ذلك ستةأشهر، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أنأبعث. فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء اللهأن يفيض من رحمته على أهل الأرض ، فأكرمه بالنبوة ،وأنزل إليه جبريل بآيات منالقرآن. وكان ذلك على أرجح الأقوال يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضانليلا ،ويوافق العاشر من أغسطس سنة عشر وستمائة للميلاد، وكان عمره صلى الله عليهوسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، واثني عشر يوما ،وذلك نحو تسعوثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثني عشر يوما. ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي اللهتعالى عنها تروى لنا قصة هذا الحدث العظيم الذي كان شعلة من النور غيرت مجرى الحياةوعدلت خط التاريخ، قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله صلى اللهعليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلقالصبح ،ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه (أي يتعبد) اللياليذوات العدد قبل أن ينزع (أي يرجع) إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجةفيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قالما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني (أي عصره عصرا شديدا) حتى بلغ مني الجهد ، ثمأرسلني فقال : اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد،ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ!؟ فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلنيفقال اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم,الذي علمبالقلم ,علم الإنسان مالم يعلم ) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني (أي غطوني) فزملوه حتى ذهب عنهالروع ، فقال لخديجة ،مالي وأخبرها الخبر ، لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة كلا ،والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل (أي يحمل عن غيره ما يهمه منالأمور) وتكسب المعدوم وتقري الضيف (أي تكرمه) وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت بهخديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرءا تنصرفي الجاهلية ،وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللهأن يكتب ،وكان شيخا كبيرا قد عمي ـ فقالت له خديجة يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك ،فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر مارأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس (الناموسصاحب سر الملك، كناية عن جبريل عليهالسلام لأنه المختص بإبلاغ الوحي عن الله تعالى) الذي نزله الله على موسى ، ياليتني فيها جذعا (أي شابا قويا) ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ،وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي (الفتورالضعف، والمراد انقطع). وكان انقطاع الوحي مدة أيام سميت بزمنالفترة
انقطاع الوحي ثم عودته وانقطع الوحي عن النبي صلى اللهعليه وسلم، وقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الفترة كئيبا محزونا ،تعتريه الحيرة والدهشة ، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه : وفتر الوحي فترةحتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا عدا (أي جرى) منه مرارا كي يتردىمن رءوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقاليا محمد إنك رسول الله حقا ،فيسكن لذلك جأشه (أي قلبه) وتقر نفسه ، فيرجع ،فإذاطالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ،فإذا أوفي بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال لهمثل ذلك. قال ابن حجر : وكان ذلك (أي انقطاع الوحي) أياما ليذهب ما كان صلى اللهعليه وسلم وجده من الروع (أي الخوف) وليحصل له التشوف إلى العود، فلما تقلصت ظلالالحيرة ، وثبتت أعلام الحقيقة ،وعرف صلى الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه أضحى نبيالله الكبير المتعال ، وأن ما جاءه سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء، وصار تشوفهوارتقابه لمجيء الوحي سببا في ثباته واحتماله عندما يعود ، جاءه جبريل للمرةالثانية ، روى البخاري عن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلميحدث عن فترة الوحي ، قال: فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبلالسماء ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجثثت (أيفزعت) منه حتى هويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فقلت : زملوني (أي غطوني) زملوني،فزملوني ، فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر إلى قوله فاهجر، ثم حمي الوحي وتتابع لرعيل الأول بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب لأمر اللهفاخذ يدعو إلي عبادة الله وحده ونبذ الأصنام، ولكنه كان يدعو إلى ذلك سرا حذرا منوقع المفاجأة علي قريش التي كانت متعصبة لشركها ووثنيتها، فلم يكن عليه السلام يظهرالدعوة في المجالس العمومية لقريش، ولم يكن يدعو إلا من كانت تشده إليه صلة قرابةأو معرفة سابقة. وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام أولاعلى ألصق الناس به وآل بيته ، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام ،ودعا إليه كل من توسمفيه خيرا ممن يعرفهم ويعرفونه ، يعرفهم بحب الحق والخير ويعرفونه بتحري الصدقوالصلاح، فأجابه من هؤلاء الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول صلى الله عليهوسلم وجلالة نفسه وصدق خبره جمع عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين ،وفيمقدمتهم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ،ومولاه زيد بنحارثة بن شرحبيل الكلبي وابن عمه علي بن أبي طالب ـ وكان صبيا يعيش في كفالة الرسولـ وصديقه الحميم أبو بكر الصديق . أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة . ثم نشطأبو بكر في الدعوة إلى الإسلام ،وكان رجلا مؤلفا محببا سهلا ، ذا خلق ومعروف ،وكانرجال قومه يأتونه ويألفونه لعلمه بالأنساب ولتجارته ، ولحسن مجالسته ، فجعل يدعو منيثق به من قومه ممن يأتيه ويجلس إليه ، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان الأموي ،والزبير بن العوام الأسدي ،وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص الزهريان ، وطلحةبن عبيد الله التيمي . فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيلالأول وطليعة الإسلام . ومن أوائل المسلمين بلال بن رباح الحبشي ، ثم تلاهم أمينهذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر ، وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان ،وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله ،وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوي ،وامرأته فاطمة بنتالخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب ،وخباب بن الأرت وعبد الله بن مسعود الهذلي وخلقسواهم، وأولئك هم السابقون الأولون ،وهم من جميع بطون قريش وعدهم ابن هشام أكثر منأربعين نفرا ثم دخل الناس في الإسلام رجالا ونساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدثبه. أسلم هؤلاء سرا وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدينمتخفيا ؛ لأن الدعوة كانت لا تزال فردية وسرية ، وكان الوحي قد تتابع وحمى نزولهبعد نزول أوائل المدثر ،وكانت الآيات وقطع السور التي تنزل في هذا الزمان آياتقصيرة ، ذات فواصل رائعة منيعة ،وإيقاعات هادئة خلابة، تتناسق مع ذلك الجو الهامسالرقيق ، تشتمل على تحسين تزكية النفوس ،وتقبيح تلويثها برذائل الدنيا، تصف الجنةوالنار كأنهما رأى عين ، تسير بالمؤمنين في جو آخر غير الذي كان فيه المجتمع البشريآنذاك[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:32 am | |
| [size=12]تكملة القصة الصلاة كان في أوائل ما نزل في الإسلام الأمربالصلاة ، قال مقاتل بن سليمان: فرض الله في أول الإسلام الصلاة ركعتين بالغداةوركعتين بالعشى ،لقوله تعالى : ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) وعن زيد بن حارثةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل ، فعلمه الوضوء، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه ،وكان ذلك من أول الفريضةوذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلىشعاب مكة، وخرج معه على بن أبي طالب مستخفيا من أبيه ومن جميع أعمامه وسائر قومهفيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا، فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إنأبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابنأخي، ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال: أي عم، هذا دين الله ودين ملائكته ودينرسله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به رسولا إلى العباد، وأنت يا عم أحق من بذلتله النصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه، فقال أبو طالبأي ابن أخي، إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلصإليك بشيء تكرهه ما بقيت
خبر الدعوة يصل إلي قريش إجمالا ترامت أنباء الدعوة إلى قريش فلمتعرها اهتماما ،ولعلها حسبت محمدا صلى الله عليه وسلم أحد أولئك الديانين الذينيتكلمون في الألوهية وحقوقها ، كما صنع أمية بن أبي الصلت ،وقس بن ساعدة ،وعمرو بننفيل وأشباههم ، إلا أنها توجست خيفة من ذيوع خبره وامتداد أثره ،وأخذت ترقب علىالأيام مصيره ودعوته . وظل النبي صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الإسلام سرا مدة ثلاثسنوات
الجهر بالدعوة مرت ثلاث سنين والدعوة لم تزل سرية وفردية،وخلال هذه الفترة تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون ،وتبليغالرسالة وتمكينها من مقامها، ثم نزل الوحي يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلمبمعالنة قومه ، ومجابهة باطلهم ومهاجمة أصنامهم . وأول ما فعل رسول الله صلى اللهعليه وسلم بعد نزول هذه الآية أنه دعا بني هاشم فحضروا ومعهم نفر من بني المطلب بنعبد مناف فكانوا خمسة وأربعين رجلا . فبادره أبو لهب وقال : وهؤلاء هم عمومتك وبنوعمك فتكلم ودع الصباة واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة ، وأنا أحق من أخذك،فحسبك بنو أبيك (أي اقصر دعوتك على أهلك فقط) ،وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسرعليهم من أن يثب بك بطون قريش ، وتمدهم العرب ، فما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشرمما جئت به ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولم يتكلم في ذلك المجلس . ثمدعاهم ثانية وقال " الحمد لله أحمده وأستعينه ،وأومن به ، وأتوكل عليه ، وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له ثم قال : إن الرائد لا يكذب أهله والله الذي لاإله إلا هو ، إنى رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ،والله لتموتن كما تنامون ،ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ،وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا ،فقال أبو طالب ": ما أحب إلينا معاونتك ،وأقبلنا لنصيحتك ,وأشد تصديقنا لحديثك،وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون ، وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب ، فامض لماأمرت به فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك ، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبدالمطلب . فقال أبو لهب : هذه والله السوءة ، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم ،فقال أبو طالب :والله لنمنعه ما بقينا على جبل الصفا وبعدما تأكدالنبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته ، وهو يبلغ عن ربه ، قام يوماعلى الصفا فصرخ : يا صباحاه : فاجتمع إليه بطون قريش، فدعاهم إلى التوحيد والإيمانبرسالته وباليوم الآخر. وقد روى البخاري طرفا من هذه القصة عن ابن عباس . قال: لمانزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادييا بني فهر يا بنى عدي لبطون قريش، حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرجأرسل رسولا لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش .فقال رسول الله صلي الله عليه وسلمأرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي؟ قالوانعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ،قال : فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبولهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت ( تبت يدا أبي لهب ) . هذه الصيحةالعالية هي غاية البلاغ ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أنالتصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم . وأن عصبية القرابة التي يقومعليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي من عند الله. ولم يزل هذا الصوت يرتجدويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) [15فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعكر على خرافات الشرك وترهاته ،ويذكرحقائق الأصنام وما لها من قيمة في الحقيقة ،يضرب بعجزها الأمثال ، ويبين بالبيناتأن من عبدها وجعلها وسيلة بينه وبين الله فهو في ضلال مبين
رد فعلالمشركين انفجرت مكة بمشاعر الغضب ، وماجت بالغرابة والاستنكار ، حين سمعتصوتا يجهر بتضليل المشركين وعباد الأصنام كأنه صاعقة قصفت السحاب ، فرعدت وبرقتوزلزلت الجو الهادئ وقامت قريش تستعد لحسم هذه الثورة التي اندلعت بغتة ، ويخشي أنتأتى على تقاليدها وموروثاتها . ولكن ماذا سيفعلون أمام رجل صادق أمين ، أعلى مثلللقيم البشرية ولمكارم الأخلاق ، لم يعرفوا له نظيرا ولا مثيلا خلال فترة طويلة منتاريخ الآباء والأقوام ؟ ماذا سيفعلون ؟ تحيروا في ذلك وحق لهم أن يتحيروافاجتمعت قريش للنبي صلي الله عليه وسلم يوما ، فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحروالكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه ، قالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة ، قالواأنت يا أبا الوليد ، فأتاه عتبة فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت الرسولصلي الله عليه وسلم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت الرسول صلي الله عليه وسلمقال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنكخير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ، أما والله ما رأينا سخطة أشأم علي قومك منك ، فرقتجماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب حتى طار فيهم أن في قريشساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، ما ينتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعضبالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل : إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتىتكون أغني قريشا رجلا, وإن كان إنما بك الباءة فاختر آي نساء قريش فنزوجك عشرا ،فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم : أفرغت ؟ قال : نعم فقال رسول صلي الله عليهوسلم : ( حم * تنزيل من الرحمن الرحيم ) حتى بلغ ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةمثل صاعقة عاد وثمود ) فقال عتبة : حسبك ، ما عندك غير هذا ؟ قال : لا، فرجع إليقريش فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته ،قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم ، قال : والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غيرأنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، قالوا : ويلك يكلمك رجل بالعربية فلاتدرى ما قال ، قال : لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة . وبعد إدارةفكرتهم لم يجدوا سبيلا إلا أن يأتوا إلى عمه أبي طالب فيطلبوا منه أن يكف ابن أخيهعما هو فيه ، ورأوا لإلباس طلبهم لباس الجد والحقيقة أن يقولوا إن الدعوة إلى تركآلهتهم ، والقول بعدم نفعها وقدرتها سبة قبيحة وإهانة شديدة لها ، وفيه تسفيهوتضليل لآبائهم الذين كانوا على هذا الدين ، وجدت قريش هذا السبيل فتسارعوا إلىسلوكها . فمشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب ، فقالوا : يا أبا طالب إن ابن أخيكقد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا ، وإما تخليبيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه فقال أبو طالب قولارقيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ، ومضى رسول صلي الله عليه وسلم على ما هو عليه، يظهر دين الله ويدعو إليه[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:35 am | |
| [size=12]دار الأرقم كان من الحكمة تلقاء هذه الاضطهادات أن يمنع رسول الله صلى الله عليه المسلمينعن إعلان إسلامهم قولا أو فعلا ، وأن لا يجتمع بهم إلا سرا ؛ لأنه إذا اجتمع بهمعلنا فلا شك أن المشركين يحولون بينه وبين ما يريد من تزكية المسلمين وتعليمهمالكتاب والحكمة ، وربما يفضي ذلك إلى تصادم الفريقين ، بل وقع ذلك فعلا في السنةالرابعة من النبوة ، وذلك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون فيالشعاب ، فيصلون فيها سرا فرآهم نفر من كفار قريش ، فسبوهم وقاتلوهم ، فضرب سعد بنأبي وقاص رجلا فسال دمه ، وكان أول دم أهريق في الإسلام . ومعلوم أن المصادمة لوتعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم ، فكان من الحكمة الاختفاء ، فكانعامة الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم ودعوتهم واجتماعهم ، أما الرسول صلى الله عليهوسلم فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين ،لا يصرفه عن ذلك شئ ، ولكنكان يجتمع مع المسلمين سرا ؛ نظرا لصالحهم وصالح الإسلام ،وكانت دار الأرقم بن أبيالأرقم المخزومي على الصفا ،وكانت بمعزل عن أعين الطغاة ومجالسهم ، فاتخذها مركزالدعوته ،ولاجتماعه بالمسلمين من السنة الخامسة من النبوة . وفي هذه الدار تربىالجيل الذي حمل لواء الإسلام بعد ذلك
الحبشة كانت بداية الاضطهادات في أواسط أو أواخر السنة الرابعة من النبوة،بدأت ضعيفة ثم لم تزل يوما فيوما وشهرا فشهرا حتى اشتدت وتفاقمت في أواسط السنةالخامسة ، حتى ضاق بهم المقام في مكة ، وراحوا يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا العذابالأليم وفي رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة، كان مكونامن اثني عشر رجلا وأربع نسوة ،رئيسهم عثمان بن عفان ، ومعه السيدة رقية بنت رسولالله صلى الله عليه وسلم، وقد قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم: إنهما أول بيتهاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام . كان رحيل هؤلاء تسللا في ظلمةالليل حتى لا تفطن لهم قريش، خرجوا إلى البحر ، واتجهوا إلى ميناء شعيبة، وقيضت لهمالأقدار سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، وفطنت لهم قريش ، فخرجت في آثارهم،لكن لما بلغت إلى الشاطئ كانوا قد انطلقوا آمنين ،وأقام المسلمون في الحبشة فيأحسن جوار. وفي رمضان من نفس السنة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرم ، وهناكجمع كبير من قريش ، كان فيه ساداتها وكبراؤها ،فقام فيهم ، وأخذ يتلو سورة النجمبغتة ، إن أولئك الكفار لم يكونوا سمعوا كلام الله قبل ذلك ،لأن أسلوبهم كان هوالعمل بما تواصى به بعضهم بعضا، من قولهم: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكمتغلبون ) [26:41] فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة ، وقرع آذانهم كلام إلهي رائعخلاب، لا يحيط بروعته وجلالته البيان، بقي كل واحد مصغيا إليه ، لا يخطر بباله شئسواه ، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب ثم قرأ ( فاسجدوالله واعبدوا ) [62:53] ثم سجد ، لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدا، وفي الحقيقة كانتروعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين، فما تمالكوا أن يخروالله ساجدين. وأسقط في أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لوى زمامهم ، فارتكبواعين ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه ،وقد توالى عليهم اللوم والعتابمن كل جانب ، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين، وعند ذلك كذبوا على رسول اللهصلى الله عليه وسلم وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير ، وأنه قال عنهاتلك الغرانقة العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" جاءوا بهذا الإفك المبين ، ليعتذروا عنسجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يؤلفون الكذب ،ويطيلون الدس والافتراء. وبلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة ،ولكن في صورة تختلفتماما عن صورته الحقيقية ، بلغهم أن قريشا أسلمت ، فرجعوا إلى مكة في شوال من نفسالسنة ، فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار ، وعرفوا جلية الأمر ، رجع منهم من رجعإلى الحبشة ، ولم يدخل مكة منهم أحد إلا مستخفيا ، أو في جوار رجل من قريش . ثماشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش وسطت بهم عشائرهم ، فقد كان صعبعلى قريش ما بلغها عن النجاشي من حسن الجوار ،ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلمبدا من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى ،وكانت هذه الهجرة الثانيةأشق من سابقتها ، فقد تيقظت لها قريش وقررت إحباطها ، بيد أن المسلمين كانوا أسرعويسر الله لهم السفر ، فانحازوا إلى نجاشي الحبشة قبل أن يدركوا. وفي هذه المرةهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ،وثمان عشرة أو تسع عشرة امرأة
قريشتحاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم
وبعد فشل قريش وخيبتهم مع أبيطالب عادوا إلى ضراوتهم وتنكيلهم بأشد مما كان قبل ذلك ، وخلال هذه الأيام نشأت فيطغاتهم فكرة إعدامه صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الفكرة وتلك الضراوة هي التيتسببت في تقوية الإسلام ببطلين جليلين من أبطال مكة، وهما: حمزة بن عبد المطلب وعمربن الخطاب رضى الله عنهما. فمن تلك الضراوة أن عتيبة بن أبي لهب أتى يوما إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم فقال : أنا أكفر بـ (النجم إذا هوي) و (بالذي دنا فتدلىثم تسلط عليه بالأذى ، وشق قميصه ، وتفل في وجهه ، إلا أن البزاق لم يقع عليه ،وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ،وقداستجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم ، فقد خرج عتيبة مرة في نفر من قريش ، حتى نزلوافي مكان من الشام يقال له الزرقاء ، فطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة يقوليا ويل أخي ، وهو والله آكلي كما دعا محمد علي، قتلني وهو بمكة، وأنا بالشام، فغداعليه الأسد من بين القوم وأخذ برأسه فقتله. ومنها ما ذكر أن عقبة بن أبي معيط وطئعلى رقبته الشريفة وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان . ومما يدل على أن طغاتهم كانوايريدون قتله صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن إسحاق في حديث طويل قال : قال أبوجهليا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا ، وشتم آبائنا ،وتسفيهأحلامنا ،وشتم آلهتنا ، وإني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله ، فإذا سجد فيصلاته فضخت به رأسه ، فأسلموني عند ذلك أو امنعوني ، فليصنع بعد ذلك بنو عبد منافما بدا لهم ، قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدا، فامض لما تريد . فلما أصبح أبو جهل،أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول اللهصلى الله عليه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ،ينتظرون ما أبوجهل فاعل ، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهلالحجر ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما منتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداهعلى حجره ، حتى قذف الحجر من يده وقامت إليه رجال قريش فقالوا له: ما لك يا أباالحكم ؟قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة ، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحلمن الإبل ، ولا والله ما رأيت مثل هامته ، ولا مثل قصرته (أي عنقه) ولا أنيابه لفحلقط فهم بي أن يأكلني . فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ذلك جبريل عليهالسلام لو دنا لأخذه . أما طغاة فريش فلم تزل فكرة الإعدام تنضج في قلوبهم ، روىابن إسحاق عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : حضرتهم وقد اجتمعوا في الحجر ، فذكروارسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذاالرجل ، لقد صبرنا منه على أمر عظيم ، فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، فأقبل يمشي حتى استلم الركن ،ثم مر بهم طائفا بالبيت ، فغمزوه ببعضالقول ، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مر بهم الثانية غمزوهبمثلها ، فعرفت ذلك في وجهه ، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ، فوقف ثم قالأتسمعون يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح ، فأخذت القوم كلمته، حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن مايجد ،ويقول : انصرف يا أبا القاسم ، فوالله ما كنت جهولا . فلما كان الغد اجتمعواكذلك يذكرون أمره إذ طلع عليهم ، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد ، وأحاطوا به ، فلقدرأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه ، وقام أبو بكر دونه ، وهو يبكي ويقول : أتقتلونرجلا أن يقول ربي الله؟ وفاة أبيطالب ألح المرض بأبي طالب ، فلم يلبث أن وافته المنية ،وكانت وفاته في رجبسنة عشر من النبوة بعد الخروج من الشعب بستة أشهر ولما حضرته الوفاة دخل عليه النبيصلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل ، فقال : أي عم قل : لا إله إلا الله، كلمة أحاجلك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ترغب عن ملةعبد المطلب؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شئ كلمهم به : على ملة عبد المطلب فقالالنبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ،فنزلت : ( ما كان للنبيوالذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهمأصحاب الجحيم ) ونزلت (إنك لا تهدي من أحببت ) ومع أن أبا طالب كان الحصن الذيتحتمي به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء ، إلا أنه بقي على ملةالأشياخ من أجداده ، فلم يفلح كل الفلاح . ففي الصحيح عن العباس بن عبدالمطلب أنهقال للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟قال : هوفي ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار
وفاة أمالمؤمنين خديجة بنت خويلد وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين توفيت أمالمؤمنين خديجة رضي الله عنها، كانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة منالنبوة ولها خمس وستون سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين منعمره . إن خديجة كانت من نعم الله الجليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيتمعه ربع قرن تحن عليه ساعة قلقه وتؤازره في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته،وتشاركه في مغارم الجهاد المر وتواسيه بنفسها ومالها، يقول رسول الله صلى الله عليهوسلم: آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حينحرمني الناس ، ورزقني الله ولدها، وحرم ولد غيرها. وفي الصحيح عن أبي هريرة قالأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذهخديجة، قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليهاالسلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:35 am | |
| [size=12]عام الحزن وفيه وقعت حادثتان مؤلمتان،وفاة أبي طالب ثم خديجة أم المؤمنين، خلال أيام معدودة ،فاهتزت مشاعر الحزن والألمفي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه ،فقد تجرأوا عليه ،وكاشفوه بالأذى بعد موت أبي طالب ،فازداد غما على غم ،حتى يئسمنهم ,وخرج إلى الطائف ، رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يئووه وينصروه على قومه ، فلمير من يئوي ولم ير ناصرا، وآذوه مع ذلك أشد الأذى ونالوا منه ما لم ينله قومه. وكمااشتدت وطأة أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم اشتدت على أصحابه، حتى التجأرفيقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الهجرة عن مكة فخرج حتى بلغ برك الغماد ،يريد الحبشة فأرجعه ابن الدغنة في جواره قال ابن إسحاق : لما هلك أبو طالب نالتقريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب حتىاعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا ، ودخل بيته والتراب على رأسه،فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله صلى الله عليهوسلم يقول لها:لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك، قال ويقول بين ذلك : ما نالتمني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب . ولأجل توالي مثل هذا الآلام في هذا العامسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحزن، وبهذا اللقب صار معروفا في التاريخومع هذا كله كان المسلمون يعرفون منذ أول يوم لاقوا فيه الشدة والاضطهاد ـ بل ومنقبله ـ أن الدخول في الإسلام ليس معناه جر المصائب والحتوف، بل إن الدعوة الإسلاميةتهدف ـ منذ أول يومها إلى القضاء على الجاهلية الجهلاء ونظامها الغاشم، وأن منأهدافها الأساسية بسط النفوذ على الأرض والسيطرة على الموقف السياسي في العالم ،لتقود الأمة الإنسانية والجمعية البشرية إلى مرضاة الله . وتخرجهم من عبادة العبادإلى عبادة الله . وكان القرآن ينزل بهذه البشارات ـ مرة بالتصريح وأخرى بالكناية ـففي تلك الفترات القاصمة التي ضيقت الأرض على المسلمين وكادت تخنقهم ،وتقضي علىحياتهم ،كانت تنزل الآيات بما جرى بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم الذين قاموابتكذيبهم والكفر بهم ، وكانت تشتمل هذه الآيات على ذكر الأحوال التي تطابق تماماأحوال مسلمي مكة وكفارها، ثم تذكر هذه الآيات ما تمخضت عنه تلك الأحوال من إهلاكالكفرة والظالمين وإيراث عباد الله الأرض والديار، فكانت في هذه القصص إشارات واضحةإلى فشل أهل مكة في المستقبل ونجاح المسلمين مع نجاح الدعوة الإسلامية. قال خباب بنالأرت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده ، وهو في ظل الكعبة ،وقدلقينا من المشركين شدة ، فقلت: ألا تدعو الله ، فقعد وهو محمر وجهه ، فقال : لقدكان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه،وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا اللهوالذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون . ولم تكن هذه البشارات مخفية مستورة بل كانتفاشية مكشوفة ، يعلمها الكفرة ، كما كان يعلمها المسلمون ، حتى كان الأسود بنالمطلب وجلساؤه إذا رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تغامزوا بهم، وقالوا: قدجاءكم ملوك الأرض سيغلبون على ملوك كسرى وقيصر ثم يصفرون ويصفقون . وأما هذهالبشارات بالمستقبل المجيد المستنير في الدنيا ، مع ما فيه من الرجاء الصالح الكبيرالبالغ إلى النهاية في الفوز بالجنة ، كان الصحابة يرون أن الاضطهادات التي تتوالىعليهم من كل جانب ،والمصائب التي تحيط بهم من كل الأرجاء ، ليست إلا "سحابة صيف عنقليل تقشع " هذا ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يغذي أرواحهم برغائب الإيمان ،ويزكي نفوسهم بتعليم الحكمة والقرآن ، ويربيهم تربية دقيقة عميقة ، يعلو بنفوسهمإلى منازل سمو الروح ونقاء القلب ، ونظافة الخلق ، والتحرر من سلطان الماديات،والمقاومة للشهوات ، والنزوع إلى رب الأرض والسماوات ،ويذكي جمرة قلوبهم ، ويخرجهممن الظلمات إلى النور ،ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس،فازدادوا رسوخا في الدين ،وعزوفا عن الشهوات ،وتفانيا في سبيل مرضاة الله، وحنيناإلى الجنة ،وحرصا على العلم ، وفقها في الدين ومحاسبة للنفس ، وقهرا للشهوات، وغلبةعلى العواطف ، وتسيطرا على الثائرات والهائجات، وتقيدا بالصبر والهدوءوالوقار
استماع الجن للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهم
عندماانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلي مكة مكث بوادي نخلة أياما،وحدث أن قام صلى الله عليه وسلم، من جوف الليل يصلي، فمر به النفر من الجن الذينذكرهم الله تبارك وتعالى وهم سبعة نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له، فلما فرغ منصلاته ولوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا. وقد ذكرهم الله فيموضعين من القرآن في سورة الأحقاف ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآنفلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعناكتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم وفي سورةالجن ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلىالرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) إلى تمام الآية الخامسة عشرة . وحقا كان هذاالحادث نصرا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثمإن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث كانت في طيها بشارات بنجاح دعوة النبي صلىالله عليه وسلم، وإن أي قوة من قوات الكون لا تستطيع أن تحول بينها وبين نجاحهاومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء ،وأولئك في ضلالمبين ) ( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:36 am | |
| [size=12]عام الحزن وفيه وقعت حادثتان مؤلمتان،وفاة أبي طالب ثم خديجة أم المؤمنين، خلال أيام معدودة ،فاهتزت مشاعر الحزن والألمفي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه ،فقد تجرأوا عليه ،وكاشفوه بالأذى بعد موت أبي طالب ،فازداد غما على غم ،حتى يئسمنهم ,وخرج إلى الطائف ، رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يئووه وينصروه على قومه ، فلمير من يئوي ولم ير ناصرا، وآذوه مع ذلك أشد الأذى ونالوا منه ما لم ينله قومه. وكمااشتدت وطأة أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم اشتدت على أصحابه، حتى التجأرفيقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الهجرة عن مكة فخرج حتى بلغ برك الغماد ،يريد الحبشة فأرجعه ابن الدغنة في جواره قال ابن إسحاق : لما هلك أبو طالب نالتقريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع به في حياة أبي طالب حتىاعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا ، ودخل بيته والتراب على رأسه،فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ، ورسول الله صلى الله عليهوسلم يقول لها:لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك، قال ويقول بين ذلك : ما نالتمني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب . ولأجل توالي مثل هذا الآلام في هذا العامسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحزن، وبهذا اللقب صار معروفا في التاريخومع هذا كله كان المسلمون يعرفون منذ أول يوم لاقوا فيه الشدة والاضطهاد ـ بل ومنقبله ـ أن الدخول في الإسلام ليس معناه جر المصائب والحتوف، بل إن الدعوة الإسلاميةتهدف ـ منذ أول يومها إلى القضاء على الجاهلية الجهلاء ونظامها الغاشم، وأن منأهدافها الأساسية بسط النفوذ على الأرض والسيطرة على الموقف السياسي في العالم ،لتقود الأمة الإنسانية والجمعية البشرية إلى مرضاة الله . وتخرجهم من عبادة العبادإلى عبادة الله . وكان القرآن ينزل بهذه البشارات ـ مرة بالتصريح وأخرى بالكناية ـففي تلك الفترات القاصمة التي ضيقت الأرض على المسلمين وكادت تخنقهم ،وتقضي علىحياتهم ،كانت تنزل الآيات بما جرى بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم الذين قاموابتكذيبهم والكفر بهم ، وكانت تشتمل هذه الآيات على ذكر الأحوال التي تطابق تماماأحوال مسلمي مكة وكفارها، ثم تذكر هذه الآيات ما تمخضت عنه تلك الأحوال من إهلاكالكفرة والظالمين وإيراث عباد الله الأرض والديار، فكانت في هذه القصص إشارات واضحةإلى فشل أهل مكة في المستقبل ونجاح المسلمين مع نجاح الدعوة الإسلامية. قال خباب بنالأرت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده ، وهو في ظل الكعبة ،وقدلقينا من المشركين شدة ، فقلت: ألا تدعو الله ، فقعد وهو محمر وجهه ، فقال : لقدكان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب، ما يصرفه ذلك عن دينه،وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا اللهوالذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون . ولم تكن هذه البشارات مخفية مستورة بل كانتفاشية مكشوفة ، يعلمها الكفرة ، كما كان يعلمها المسلمون ، حتى كان الأسود بنالمطلب وجلساؤه إذا رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تغامزوا بهم، وقالوا: قدجاءكم ملوك الأرض سيغلبون على ملوك كسرى وقيصر ثم يصفرون ويصفقون . وأما هذهالبشارات بالمستقبل المجيد المستنير في الدنيا ، مع ما فيه من الرجاء الصالح الكبيرالبالغ إلى النهاية في الفوز بالجنة ، كان الصحابة يرون أن الاضطهادات التي تتوالىعليهم من كل جانب ،والمصائب التي تحيط بهم من كل الأرجاء ، ليست إلا "سحابة صيف عنقليل تقشع " هذا ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يغذي أرواحهم برغائب الإيمان ،ويزكي نفوسهم بتعليم الحكمة والقرآن ، ويربيهم تربية دقيقة عميقة ، يعلو بنفوسهمإلى منازل سمو الروح ونقاء القلب ، ونظافة الخلق ، والتحرر من سلطان الماديات،والمقاومة للشهوات ، والنزوع إلى رب الأرض والسماوات ،ويذكي جمرة قلوبهم ، ويخرجهممن الظلمات إلى النور ،ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس،فازدادوا رسوخا في الدين ،وعزوفا عن الشهوات ،وتفانيا في سبيل مرضاة الله، وحنيناإلى الجنة ،وحرصا على العلم ، وفقها في الدين ومحاسبة للنفس ، وقهرا للشهوات، وغلبةعلى العواطف ، وتسيطرا على الثائرات والهائجات، وتقيدا بالصبر والهدوءوالوقار
استماع الجن للنبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهم
عندماانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلي مكة مكث بوادي نخلة أياما،وحدث أن قام صلى الله عليه وسلم، من جوف الليل يصلي، فمر به النفر من الجن الذينذكرهم الله تبارك وتعالى وهم سبعة نفر من جن أهل نصيبين فاستمعوا له، فلما فرغ منصلاته ولوا إلى قومهم منذرين، قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا. وقد ذكرهم الله فيموضعين من القرآن في سورة الأحقاف ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآنفلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعناكتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم وفي سورةالجن ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلىالرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) إلى تمام الآية الخامسة عشرة . وحقا كان هذاالحادث نصرا آخر أمده الله من كنوز غيبه المكنون بجنوده التي لا يعلمها إلا هو، ثمإن الآيات التي نزلت بصدد هذا الحادث كانت في طيها بشارات بنجاح دعوة النبي صلىالله عليه وسلم، وإن أي قوة من قوات الكون لا تستطيع أن تحول بينها وبين نجاحهاومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء ،وأولئك في ضلالمبين ) ( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:36 am | |
| [size=12]عرض الإسلامعلى القبائل في ذي القعدة سنة عشر من النبوة ـ في أواخر يونيو أو أوائليوليو لسنة 619 م ـ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ؛ليستأنف عرض الإسلامعلى القبائل والأفراد ،ولاقتراب الموسم كان الناس يأتون إلى مكة رجالا ، وعلى كلضامر يأتين من كل فج عميق ، لقضاء فريضة الحج وليشهدوا منافع لهم ،ويذكروا الله فيأيام معلومات، فانتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة كالعادة، فأتاهمقبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ، ويدعوهم إليه ،كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعةمن النبوة .. و من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاهم وعرضنفسه عليهم بنو عامر بن صعصعة ، ومحارب بن خصفة وفزارة ،وغسان ، ومرة ، وحنيفة،وسليم ،وعبس ، وبنو نصر ، وبنو البكاء ،،وكندة ،وكلب ،والحارث بن كعب ،وعذرة،والحضارمة ، فلم يستجب منهم أحد يقول ربيعة بن عباد. وهو أحد من حضر ذلك الموسمإني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائلمن العرب، فيقول: يا بني فلان، إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بيوتصدقوا بي وتمنعوني، حتى أبين عن الله ما بعثني به. وخلفه رجل أحول وضيء (أي جميلنظيف) له غديرتان (أي ضفيرتان) عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليهوسلم من قوله وما دعا إليه، قال هذا الرجل: يا بني فلان، إن هذا إنما يدعوكم إلى أنتسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وحلفاءكم من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به منالبدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه. فقلت لأبي: من هذا الذي يتبعه ويردعليه ما يقول؟ قال: هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب، أبو لهب. وأتى كندة فيمنازلهم، وفيهم سيد يقال له مليح، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم نفسه فأبواعليه. وأتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه، فقال له رجلمنهم يقال له "بيحرة بن فراس": والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت بهالعرب، ثم قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك،أيكون لنا الأمر (أي الحكم والملك) من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء،فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنابأمرك، فأبوا عليه. فلما عاد الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كانت أدركته السنحتى لا يقدر أن يحضر معهم المواسم، فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلكالموسم، فلما قدموا عليه ذلك العام سألهم عما كان في موسمهم، فقالوا: جاءنا فتى منقريش، ثم أحد بني عبد المطلب، يزعم أنه نبي، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرجبه إلى بلادنا، فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر هل لها من تلاف، هللذناباها من مطلب (يقصد هل هناك سبيل لتدارك الموقف واللحاق بهذا الشرف) والذي نفسفلان بيده ما تقولها إسماعيلي قط (أي من بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلاموإنها لحق فأين رأيكم كان عنكم. كذلك أتى صلى الله عليه وسلم بني حنيفة في منازلهمفدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم. وأتىبطنا من بني كلب يقال لهم بنو عبد الله،فدعاهم إلى الله،وعرض عليهم نفسه، حتى إنهليقول لهم: يا بني عبد الله،إن الله قد أحسن اسم أبيكم، فلم يقبلوا منه ما عرضعليهم . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من أمره، كلما اجتمع له الناسبالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الله وإلى الإسلام ويعرض عليهم نفسه وما جاء به منالله من الهدى والرحمة، ولا يسمع بقادم يقدم مكة من العرب، له اسم وشرف إلا تصدى لهفدعاه وعرض عليه ما عنده الإسراء والمعراج وفرض الصلاة وبينماالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة التي كانت دعوته تشق فيها طريقا بينالنجاح والاضطهاد ،وكانت تتراءى نجوم ضئيلة تتلمح في آفاق بعيدة ،وقع حادث الإسراءوالمعراج . وقد اختلف في تعيين زمنه،والراجح أن الإسراء إنما وقع إما قبيل بيعةالعقبة الأولى أو بين بيعتي العقبة الأولى والثانية، وفي هذه الحادثة أسري برسولالله صلى الله عليه وسلم ، بجسده على الصحيح ، من المسجد الحرام إلى بيت المقدسراكبا على البراق صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام ، فنزل هناك ، وصلى بالأنبياءإماما ، وربط البراق بحلقة باب المسجد ، وقد حكى النبي صلى الله عليه وسلم تفاصيلتلك الرحلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم في الحجر إذ جاءنيجبريل فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا فعدت إلى مضجعي؛ فجاءني الثانية فهمزنيبقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي؛ فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلستفأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار،في فخذيه جناحان يحفز بهما (أي يدفع) رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه ثمخرج معي لا يفوتني ولا أفوته. قال الحسن في حديثه: فمضى رسول الله صلى الله عليهوسلم ومضى جبريل عليه السلام معه حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيموموسى وعيسى في نفر من الأنبياء عليهم السلام فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلمفصلى بهم ثم عرج به في تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا ، فاستفتح لهجبريل ففتح له ، فرأى هنالك آدم أبا البشر ، فسلم عليه فرحب به ،ورد عليه السلام ،وأقر بنبوته ، وأراه الله أرواح الشهداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره . ثمعرج به إلى السماء الثانية ، فاستفتح له ، فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ،فلقيهما وسلم عليهما فردا عليه ، ورحبا به ،وأقرا بنبوته . ثم عرج به إلى السماءالثالثة ، فرأى فيها يوسف ، فسلم عليه ،فرد عليه ورحب به وأقر بنبوته . ثم عرج بهإلى السماء الرابعة ، فرأى فيها إدريس ،فسلم عليه ،ورحب به وأقر بنبوته . ثم عرج بهإلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران ، فسلم عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوتهثم عرج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى بن عمران ، فسلم عليه ورحب به ، وأقربنبوته . فلما جاوزه بكى موسى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاما بعث منبعدي يدخل من الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي . ثم عرج إلى السماء السابعة ،فلقي فيها إبراهيم عليه السلام ، فسلم عليه ، ورحب به وأقر بنبوته . ثم رفع إلىسدرة المنتهى ، ثم رفع له البيت المعمور . ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله ،فدنا منهحتى كان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، وفرض عليه خمسين صلاة ، فرجعحتى مر على موسى ، فقال له : بم أمرك ؟ قال بخمسين صلاة : قال : إن عشيرتك لا تطيقذلك ، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ،فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلكفأشار أن نعم ، إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو فيمكانه، فوضع عنه عشرا ، ثم أنزل حتى مر بموسى ،فأخبره ،فقال : ارجع إلى ربك فاسألهالتخفيف ، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل ،حتى جعلها خمسا ،فأمره موسىبالرجوع وسؤال التخفيف ، فقال قد استحييت من ربي ، ولكني أرضى وأسلم، فلما بعد نادىمناد : قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وقد وقع حادث شق صدره صلى الله عليه وسلمهذه المرة أيضا، وقد رأى ضمن هذه الرحلة أمورا عديدة: عرض عليه اللبن والخمر فاختاراللبن فقيل: هديت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك. ورأى أربعة أنهار فيالجنة نهرين ظاهران ونهران باطنان، والظاهران هما النيل والفرات، ومعنى ذلك أنرسالته ستتوطن الأودية الخصبة في النيل والفرات، وسيكون أهلها حملة الإسلام جيلابعد جيل، وليس معناه أن مياه النهرين تنبع من الجنة، ورأى مالك خازن النار، وهو لايضحك، وليس على وجهه بشر وبشاشة وكذلك رأى الجنة والنار. ورأى أكلة أموال اليتامىظلما لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعا من نار كالأفهار(أي كالأحجارفتخرج من أدبارهم. ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة، لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عنمكانهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطئونهم. ورأى الزناة بين أيديهملحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمينورأى النساء اللاتي يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن. ورأىعيرا من أهل مكة في الإياب والذهاب وقد دلهم على بعير ند لهم (أي تاه) ، وشرب ماءهممن إناء مغطى وهم نائمون ثم ترك الإناء مغطى، وقد صار ذلك دليلا على صدق دعواه فيصباح ليلة الإسراء. قال ابن القيم: فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومهأخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهمعليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عنآياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه،وأخبرهم عن وقت قدومها وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها وكان الأمر كما قال، فلميزدهم ذلك إلا نفورا، وأبى الظالمون إلا كفورا. فقال أكثر الناس: "هذا والله الإمرالبين (الأمر أي العجيب المنكر) والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرةوشهرا مقبلة، أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكة. قال: فارتد كثير ممنكان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر فقالوا له: هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنهقد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة، فقال لهم أبو بكر: إنكمتكذبون عليه. فقالوا: بلى هاهو ذاك في المسجد يحدث به الناس، فقال أبو بكر: واللهلئن كان قاله لقد صدق، فما يعجبكم من ذلك، فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه منالله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منهثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أحدثتهؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: نعم. قال: يا نبي الله فصفه لي،فإني قد جئته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرفع لي حتى نظرت إليه. فجعلرسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت، أشهد أنك رسولالله. حتى إذا انتهى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: وأنت يا أبا بكرالصديق. فيومئذ سماه "الصديق[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:37 am | |
| [size=12]الهجرة إلى المدينة هجرة الرسول صلىالله عليه وسلم عندما اشتد أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم أذن الله لرسولهبالهجرة إلى المدينة حيث أنصار الله ورسوله.وفى الليلة التى إختارتها قريش لتنفيذجريمة القتل فى سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وبعد أن حاصروه فى بيته ليقتلوه،أعمى جبار السموات والأرض أعينهم عن نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وأخرجه منبينهم دون أن يروه،وقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت أبى بكر فاصطحبه معه فىطريق هجرته. ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن قريشا ستتبعه لتقتلهوأنهم لا شك سيفكرون أنه خرج يقصد اصحابه فى المدينة إلى الشمال من مكه فقد اتجهرسول الله صلى الله عليه وسلم بحكمته جنوبا ليضللهم حتى وصل إلى جبل ثور، وكمن هووأبو بكر فى غار فى قمة الجبل ثلاثة أيام حتى يهدأ الطلب. وكان رسول الله صلى اللهعليه وسلم وابو بكر قد استأجرا عبد الله بن أريقط ليدلهما على الطريق، فخرج بهمابعد ثلاثة أيام إلى المدينة متجنبا فى ذلك الطريق الطبيعى إليها وسالكا طريقا أخرىمهجورة لا يعرفها إلا قليل من الناس، حتى وصل إلى قباء فتلقاه المسلمون هناك وقدحملوا السلاح إيذانا ببدء عهد النصرة والمنعة
طلائع الهجرة وبعد أنتمت بيعة العقبة الثانية، ونجح الإسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء تموج بالكفروالجهالة ـ وهو أخطر كسب حصل عليه الإسلام منذ بداية دعوته ـ أذن رسول الله صلىالله عليه وسلم بالهجرة إلى هذا الوطن. ولم يكن معنى الهجرة إلا إهدار المصالح،والتضحية بالأموال، والنجاة بالنفس فحسب، مع الإشعار بأنه مستباح منهوب، قد يهلك فيأوائل الطريق أو نهايتها، وبأنه يسير نحو مستقبل مبهم، لا يدري ما يسفر عنه منقلاقل وأحزان. وبدأ المسلمون يهاجرون وهم يعرفون كل ذلك، وأخذ المشركون يحولونبينهم وبين خروجهم، لما كانوا يحسون من الخطر، وهاك نماذج من ذلك: 1 ـ كان من أولالمهاجرين أبو سلمة، هاجر قبل العقبة الكبرى بسنة هو وزوجته وابنه، فلما أجمع علىالخروج قال له أصهاره: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام نتركك تسيربها في البلاد؟ فأخذوا منه زوجته، وغضب آل أبي سلمة لرجلهم، فقالوا: لا نترك ابننامعها إذ نزعتموها من صاحبنا، وتجاذبوا الغلام بينهم فخلعوا يده، وذهبوا به. وانطلقأبو سلمة وحده إلى المدينة، وكانت أم سلمة بعد ذهاب زوجها وضياع ابنها تخرج كل غداةبالأبطح تبكي حتى تمسى، ومضى على ذلك نحو سنة، فرق لها أحد ذويها وقال: ألا تخرجونهذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وولدها فقالوا لها: الحقي بزوجك إن شئت،فاسترجعت ابنها من عصبته، وخرجت تريد المدينة ـ رحلة تبلغ خمسمائة كيلو متر ـ وليسمعها أحد من خلق الله، حتى إذا كانت بالتنعيم لقيها عثمان بن طلحة بن أبى طلحة،وبعد أن عرف حالها شيعها حتى أقدمها إلى المدينة، فلما نظر إلى قباء قال: زوجك فيهذه القرية فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعا إلى مكة. 2 ـ ولما أراد صهيبالهجرة قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكا حقيرا، فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت،ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك. فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلتلكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. قال: فإني قد جعلت لكم مالي، فبلغ ذلك رسولالله صلى الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب ربح صهيب. 3 ـ وتواعد عمر بن الخطاب، وعياشبن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل موضعا يصبحون عنده، ثم يهاجرون إلى المدينة،فاجتمع عمر وعياش وحبس عنهما هشام. ولما قدما المدينة ونزلا بقباء قدم أبو جهلوأخوه الحارث إلى عياش ـ وأم الثلاثة واحدة ـ فقالا له: إن أمك قد نذرت أن لا يمسرأسها مشط ، ولا تستظل بشمس حتى تراك، فرق لها. فقال له عمر: يا عياش، إنه والله إنيريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم ، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت، ، ولوقد اشتد عليها حر مكة لاستظلت، فأبي عياش إلا الخروج معهما؛ ليبر قسم أمه، فقال لهعمر: أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة نجيبة ذلول، فالزم ظهرها،فإن رابك من القوم ريب فانج عليها، فخرج عليها معهما، حتى إذا كانوا ببعض الطريققال له أبو جهل: يا ابن أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتكهذه؟ قال: بلى، فأناخ وأناخا ليتحول عليها، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاهوربطاه، ثم دخلا به مكة نهارا موثقا، وقالا: يا أهل مكة، هكذا فافعلوا بسفهائكم،كما فعلنا بسفيهنا هذا. هذه ثلاثة نماذج لما كان المشركون يفعلونه بمن يريد الهجرةإذا علموا بذلك. ولكن مع كل ذلك خرج الناس أرسالا يتبع بعضهم بعضا. وبعد شهرينوبضعة أيام من بيعة العقبة الكبرى لم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وأبوبكر وعلي اللذان أقاما بأمره لهما، وإلا من احتبسه المشركون كرها،وقد أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جهازه ينتظر متى يؤمر بالخروج وأعد أبو بكرجهازه. روى البخاري عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين، إنيأريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين (اللابة: أرض يعلوها حجارة سود، وكان يحيطبالمدينة جبلان من الحجارة السود) فهاجر من هاجر إلى المدينة، ورجع عامة من كانهاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر للهجرة، فقال له رسول الله صلى اللهعليه وسلم: على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي، فقال له أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبيأنت؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلمليصحبه[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:37 am | |
| [size=12]مطاردة قريش للنبي صلي الله عليه وسلم غادر رسول الله صلىالله عليه وسلم بيته في ليلة 27 من شهر صفر سنة 14 من النبوة الموافق 13 سبتمبر سنةم. وأتى إلى دار رفيقه أبي بكر رضي الله عنه. ثم غادرا منزل الأخير من باب خلفيليخرجا من مكة على عجل، وقبل أن يطلع الفجر. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلميعلم أن قريشا ستجتهد في الطلب، وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار لأول وهلة هوطريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده تماما، وهو الطريقالواقع جنوب مكة، والمتجه نحو اليمن. سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال، حتى بلغ جبلايعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ، وعر الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيتقدما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمله أبو بكر حتى انتهى به إلى غار في قمةالجبل، عرف في التاريخ بغار ثور. ولما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: والله لاتدخله حتى أدخله قبلك، فإن كان فيه شئ أصابني دونك، فدخل فنظر فيه، ووجد في جانبهثقبا فشق إزاره وسدها به، وبقي منها اثنان فوضع فيهما رجليه، ثم قال لرسول الله صلىالله عليه وسلم: ادخل. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع رأسه في حجرأبي بكرونام، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى اللهعليه وسلم، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مالك يا أبابكر؟ قال: لدغت، فداك أبي وأمي، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب ما يجدهوكمنا في الغار ثلاث ليال، ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد. وكان عبد الله بنأبي بكر يبيت عندهما. وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناسفيهما نهارا ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر. وأمر عامر بنفهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهارا ثميريحها عليهما،ويأتيهما إذا أمسى في الغار،وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما. أما قريش فقد جنجنونها حينما تأكد لديها إفلات رسول الله صلى الله عليه وسلم صباح ليلة تنفيذالمؤامرة. فأول ما فعلوا بهذا الصدد أنهم ضربوا عليا، وسحبوه إلى الكعبة وحبسوهساعة، علهم يظفرون بخبرهما. ولما لم يحصلوا من علي على شيء جاءوا إلى بيت أبي بكر،وطرقوا بابه، فخرجت إليهم أسماء بنت أبي بكر، فقالوا لها: أين أبوك؟ قالت: لا أدريوالله أين أبي؟ فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة طرح منها قرطها. وقررت قريش فيجلسة طارئة مستعجلة استخدام جميع الوسائل التي يمكن بها القبض على الرجلين، فوضعتجميع الطرق النافذة من مكة (في جميع الجهات) تحت المراقبة المسلحة الشديدة، كماقررت إعطاء مكافأة ضخمة قدرها مائة ناقة بدل كل واحد منهما لمن يعيدهما إلى قريشحيين أو ميتين، كائنا من كان. وحينئذ هب الفرسان والمشاة وقصاص الأثر، وانتشروا فيالجبال والوديان، والوهاد والهضاب، لكن دون جدوى وبغير عائد. وقد وصل المطاردون إلىباب الغار، ولكن الله غالب على أمره، روى البخاري عن أنس عن أبي بكر قال: كنت معالنبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يانبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا. قال: اسكت يا أبا بكر، ما ظنك يا أبا بكرباثنين الله ثالثهما. وقد كانت معجزة أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقدرجع المطاردون حين لم يبق بينه وبينهم إلا خطوات معدودة[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:37 am | |
| [size=12]في الطريق إليالمدينة بعد أن خمدت نار الطلب، وتوقفت أعمال دوريات التفتيش، وهدأت ثائراتقريش بعد استمرار المطاردة الحثيثة ثلاثة أيام بدون جدوى، تهيأ رسول الله صلى اللهعليه وسلم وصاحبه للخروج إلى المدينة. وكانا قد استأجرا عبدالله بن أريقط الليثي،وكان دليلا ماهرا بالطريق، وكان على دين كفار قريش، وأمناه على الرغم من ذلك، وسلماإليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما، فلما كانت ليلة الاثنينـ غرة ربيع الأول سنة 1 هـ / 16 سبتمبر سنة 622 م ـ جاءهما عبدالله بن أريقطبالراحلتين وحينئذ قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت يا رسول الله،خذ إحدى هاتين، وقرب إليه أفضلهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمنوأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها رباطا، فلماارتحلا ذهبت لتعلق السفرة فإذا ليس لها رباط، فشقت نطاقها باثنين (النطاق ما يربطبه الوسط كالحزام) فعلقت السفرة بواحد، وانتطقت بالآخر، فسميت ذات النطاقين. ثمارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وارتحل معهما عامر بنفهيرة، وأخذهم الدليل عبدالله بن أريقط على طريق السواحل. وأول ما سلك بهم بعدالخروج من الغار أنه سار في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربا نحو الساحل، حتىإذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه شمالا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، وسلكطريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا. ووقع لهم في الطريق بعض الأحداث منها ما رواهلبخاري عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أسرينا ليلتنا (أي سرنا تلك الليلةومن الغد حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق، لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلةلها ظل لم تأت عليها الشمس، فنزلنا عندها، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانابيدي، ينام عليه، وبسطت عليه فروة، وقلت: نم يا رسول الله، وأنا أنفض (أي أراقب) لكما حولك، فنام، وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريدمنها مثل الذي أردنا (أي الراحة) فقلت له: لمن أنت يا غلام؟ فقال رجل من أهلالمدينة أو مكة. قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب ؟ قال: نعم. فأخذ شاة،فقلت: انفض الضرع من التراب والشعر والقذى، فحلب في كعب كثبة من لبن (الكثبةالقليل من الماء أو اللبن أو الطعام) ومعي إداوة (وعاء) حملتها للنبي صلى الله عليهوسلم يرتوي منها يشرب ويتوضأ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكرهت أن أوقظه،فوافقته حين استيقظ، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسولالله، فشرب حتى رضيت، ثم قال: ألم يأن الرحيل؟ قلت: بلى، قال: فارتحلنا. وكان منعادة أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شيخايعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: منهذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول هذا الرجل يهديني الطريق، فيحسب الحاسب أنه يعني بهالطريق، وإنما يعني سبيل الخير. وتبعهما في الطريق سراقة بن مالك،أتاه رجل وهو جالسفي مجلس من مجالس قومه بني مدلج، فقال: يا سراقة إني رأيت آنفا خيالا بالساحل، أراهمحمدا وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنهم هم ولكنني قلت له: إنهم ليسوا هم، ولكنك رأيتفلانا وفلانا انطلقوا الآن أمام أعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت فدخلت،فأمرت جاريتي أن تخرج فرسي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت، ثم أتيت فرسي،فركبتها، حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت، ففتحت كنانتي، فاستخرجتمنها الأزلام (وهي عصي كان يصنعها المشركون يستشيرون بها آلهتهم) فاستقسمت بها (أيعملت قرعة) أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام، واقتربت حتى إذاسمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات ـغاصت يدا فرسي في الأرض، ، حتى بلغتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلمتكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان،فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتىجئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن أمر رسول الله صلى اللهعليه وسلم ظاهر وأنه ممنوع مني، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهمأخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني (أي لم يأخذا منيشيئا) ولم يسألاني إلا أن قال: أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتابا بالأمن يكون آيةبيني وبينه، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب له، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلمومر صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك حتى مر بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأةتطعم وتسقي من مر بها، فسألاها: هل عندها شئ؟ فقالت: والله لو كان عندنا شئ ماحجبته عنكم فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، فقال: ماهذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة ضعيفة ليس بها لبن، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟قالت: نعم بأبي وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلمبيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فدر اللبن بغزارة، فدعا بإناء كبير يكفي جماعة، فحلبفيه حتى علته الرغوة، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب، وحلبفيها ثانيا، حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها فارتحلوا. فما لبثت أن جاء زوجها أبومعبد يسوق عنزات عجافا، فلما رأى اللبن عجب، فقال: من أين لك هذا ولا حلوبة فيالبيت؟ فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، ومن حالهكذا وكذا، قال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صفيه لي يا أم معبد، فوصفتهبصفاته الرائعة بكلام رائع كأن السامع ينظر إليه وهو أمامه فقال أبو معبد: واللههذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلىذلك سبيلا، وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعونه ولا يرون القائل: جزى الله رب العرش خيرجزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به وأفلح من أمسى رفيق محمدفيا لقصي ما روى الله عنكم به من فعال لا يحاذى وسؤدد ليهن بني كعب مكان فتاتهمومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهدقالت أسماء: ما درينا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من الجنمن أسفل مكة فأنشد هذه الأبيات، والناس يتبعونه ويسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج منأعلاها. قالت: فلما سمعنا قوله عرفنا حيث توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنوجهته إلى المدينة. وفي الطريق لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بريدة، وكان رئيسقومه، خرج في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر؛ رجاء أن يفوز بالمكافأةالكبيرة التي كانت قد أعلنت عنها قريش، ولما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلموكلمه أسلم مكانه مع سبعين رجلا من قومه، ثم نزع عمامته وعقدها برمحه، فاتخذه رايةتعلم بأن ملك الأمن والسلام قد جاء ليملأ الدنيا عدلا وقسطا. وفي الطريق لقي رسولالله صلى الله عليه وسلم الزبير، و هو في ركب المسلمين، كانوا تجارا قافلين منالشام، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابابيضاء[/size] | |
|
| |
اهلاوي عضو فعال
عدد الرسائل : 43 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: قصة محمد عليه السلام الثلاثاء مارس 25, 2008 7:38 am | |
| [size=12]تحياتي هلاوي[/size] [size=12]اإنشاء الله تفيدكم[/size] | |
|
| |
| قصة محمد عليه السلام | |
|